القلعة نيوز- كشف تحقيق لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الأربعاء، أن بعض قادة المخابرات وجنرالات الجيش في نظام بشار الأسد "يخططون لزعزعة استقرار الحكومة الجديدة، والإطاحة بها، واستعادة جزء من البلاد".
وأوضحت الصحيفة أنه بعد مرور عام على سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي، يحاول بعض القادة السابقين بناء تمرد مسلح في المنفى، مضيفة أن أحدهم يقف وراء حملة ضغط في واشنطن.
وأوضح المصدر أن العديد من القادة والجنرالات يأملون في السيطرة على الساحل السوري حيث تعيش الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد وعدد من كبار مسؤولي نظام العسكريين والاستخباراتيين.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان يشكل هؤلاء المسؤولون تهديدا جديا للسلطات السورية الحالية، ولكن المقابلات والمراجعة التي أجرتها الصحيفة للاتصالات بين القادة أظهرت أنهم مصممون على إعادة إحياء نفوذهم في سوريا.
أموال وأسلحة
وأورد التحقيق، الذي استند إلى مواد ومقابلات ونصوص تم اعتراضها أو قرصنتها وتحققت منها الصحيفة مع مسؤولين سوريين يتابعون شخصيات النظام السابق، أن سهيل حسن، القائد السابق للقوات الخاصة التابعة للأسد، وكمال حسن، رئيس المخابرات العسكرية السابق، هما العنصران الرئيسيان المتورطان في هذا الجهد، بحسب الصحيفة.
وتكشف النصوص والمقابلات أن القائدين وزعوا أموالا، وجندوا مقاتلين، وأمنوا أسلحة.
وفر الجنرالان إلى موسكو برفقة الأسد في ديسمبر 2024، ولكن يبدو أنهما قادران على التنقل رغم العقوبات الدولية المفروضة عليهما، إذ التقى سهيل حسن متعاونين في لبنان والعراق وحتى سوريا خلال العامين الماضيين، فيما قال أحد المصادر إنه التقى كمال حسن في لبنان.
ولم تتمكن الصحيفة من التواصل مع سهيل حسن، فيما نفى كمال حسن في رسالة نصية تورطه في إشعال أي تمرد مسلح.
ويقلل المسؤولون السوريون الذين يراقبون قادة النظام السابقين من خطر أي تمرد في سوريا.
فيما قال مسؤولان سابقان في نظام الأسد يتعاونان مع الجنرالات السابقين إنهما في وضع جيد لتجنيد أشخاص من المجتمع العلوي، بسبب كثرة الجنود السابقين المنتمين إليها وانتشار الخوف بين أفرادها.
بداية التخطيط
وأظهرت اتصالات بين سهيل حسن وآخرين تخطيطه للعودة إلى سوريا، وكشفت مواد مكتوبة يدوية أرسلها من هاتفه في أبريل عدد المقاتلين والأسلحة في مختلف القرى على الساحل السوري.
وأرسل حسن مخططات لشخص خاطبه بـ"القائد الأعلى لقواتنا المسلحة"، قال إنه تحقق من هوية أكثر من 168 ألف، يملك 20 ألف منهم بنادق رشاشة، فيما يملك 331 منها مدفعا مضادا للطائرات و150 قذيفة مضادة للدبابات، و35 قناصا.
ولم يذكر حسن اسم القائد في الرسائل التي رجعتها الصحيفة، ولكن 3 أشخاص مشاركين في المخطط قالوا إنه كان يعمل مع رامي مخلوف، ابن عم الأسد، الذي فر أيضا إلى موسكو.
وأظهرت الاتصالات التي تم اعتراضها أن حسن جند غيات دلة، الجنرال بالفرقه الرابعة، وقال هذا الأخير في إحدى الرسائل إنه وزع 300 ألف دولار كرواتب شهرية للمقاتلين والقادة المحتملين، كما طلب الموافقة على شراء معدات اتصالية فضائية بقيمة 136 ألف دولار.
وفي أبريل، انضم الجنرال محمد الحصوري، الذي كان قائدا للجو السابق في نظام الأسد، إلى الشبكة، وكتب حسن أن المسؤولين الإيرانيين نقلوا الحصوري و20 من طياري النظام إلى فندق في لبنان، وأنهم أعربوا عن رغبتهم في البقاء والانضمام إلى التمرد إذا غطى حسن تكاليف الإقامة والطعام، ولكن خططهم انهارت بعد ذلك.
الضغط من واشنطن
وقال المتعاونون إن كمال حسن قدم دفعات مالية للمجندين المحتملين، ولكنه نفى ذلك عند سؤاله عن تلك الاتهامات، واصفا إياها بالسياسية.
ولكن شخصان يعملان مع حسن قالا إنه ركز على إنشاء شبكة تأثير، ويقود "مؤسسة تطوير سوريا الغربية" التي تتخذ من بيروت مقرا لها.
وتقدم المؤسسة نفسها كمجموعة تعمل لصالح الأقليات السورية وتوفر المساكن للعلويين الذين فروا إلى لبنان، ولكن العاملين معها يقولون إنه يستخدمها للضغط على واشنطن من أجل إنشاء حماية دولية لمنطقة العلويين في سوريا.
وكشفت وثائق أميركية في أغسطس، أن المؤسسة استعانت بشركة الضغط الأميركية "تيغر هيل بارتنرز" وجوزيف شميتز، مستشار ترامب السابق، بعقد بقيمة مليون دولار لتمثيلها.
لكن شميتز نفى أي صلة له بالمؤسسة أو بـ"أي منظمة سورية".
وقال العديد من الدبلوماسيين السوريين إنهم أكثر قلقا من جهود الضغط في واشنطن مقارنة بمؤامرات التمرد، إذ يمكن لمثل هذه الحملات تمهيد أرضية لدعوات لإنشاء منطقة شبه مستقلة في سوريا.




