
في ظل تعقيدات صحية متزايدة في شرق
المتوسط... تقرير جديد يطرح الحلول المحلية كمسار للمضي قدمًا
القلعة نيوز:
في وقت تواجه فيه نظم الصحة في منطقة شرق المتوسط تحديات متشابكة، لاسيما المخاطر الصحية الناتجة عن النزاعات وتغير المناخ، يدعو تقرير إقليمي جديد إلى التحول نحو حلول صحية مستدامة تقودها المجتمعات المحلية، بوصفها المسار الأمثل لتعزيز الصحة العامة في المنطقة.
وصدر التقرير عن الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية (امفنت)، مستندًا إلى خمسة عشر عامًا من الخبرة الميدانية في أكثر من خمس عشرة دولة، من أفغانستان إلى المغرب. ويعرض التقرير نُهجًا مرنة ومرتبطة بالواقع المحلي، للتعامل مع التحديات الصحية المتنامية، بما في ذلك ارتفاع معدلات الأمراض غير السارية، ومخاطر تفشي الأوبئة، وتعطل الخدمات الصحية في البيئات الهشة.
وقال الدكتور مهند النسور، المدير التنفيذي لامفنت: "إن المخاطر الصحية في المنطقة باتت مترابطة ومعقدة، وتتشكل بفعل متغيرات متسارعة. التقرير يقدّم نُهجًا ميدانية مجرّبة يمكن البناء عليها وتوسيع نطاقها في الوقت الراهن".
ويبرز التقرير مجموعة من النماذج التي حققت أثرًا ملموسًا ومستدامًا في سياقات مختلفة، من بينها:
- الاستثمار في التعليم العملي داخل النظام الصحي على كافة المستويات: ساهم في تعزيز قدرات الاستجابة للطوارئ وضمان استمرارية تقديم الخدمات الأساسية في أكثر من اثنتي عشرة دولة.
- النهج المجتمعية: عززت الملكية المحلية وأسفرت عن نتائج ملموسة، شملت تحسين تقبّل اللقاحات، وتوسيع الوصول إلى السكان المحرومين والمعرضين للخطر، وتقوية نظم الإبلاغ الخاصة بالتحصين الروتيني، وتحفيز التغيير السلوكي في مجالات الأمراض غير السارية، خصوصًا مكافحة التبغ.
- إرساء الممارسات المهنية المستدامة: من خلال تطوير واعتماد إجراءات تشغيلية موحدة وأدلة توجيهية في مجالات مثل إدارة المخاطر البيولوجية، والاستجابة السريعة، ومبادرات الصحة الواحدة، مما مكن من دمج هذه الممارسات في البيئات الهشة والمستقرة على حد سواء.
- تعزيز القرار المستند إلى البيانات: من خلال توظيف علم التنفيذ في دعم تبني تدخلات فعالة من حيث التكلفة، وهو أمر بالغ الأهمية في البيئات منخفضة الموارد وبين الفئات السكانية الهشة، بمن فيهم اللاجئون.
- التعاون بين القطاعات وتبني نهج يشمل المجتمع بأكمله: أدى إلى تعزيز الاستجابة المنسقة للتحديات المشتركة، خصوصًا عبر تطبيق مبادئ "الصحة الواحدة" في الرصد المتكامل للأمراض الحيوانية المنشأ والمخاطر الصحية المرتبطة بالمناخ.
ويأتي التقرير في ظل تغيّرات تشهدها خارطة التمويل الصحي عالميًا، واستمرار الاعتماد على النداءات الطارئة، حيث يُظهر التقرير الحاجة إلى أن تضطلع الجهات الفاعلة إقليميًا بدور أكثر بروزًا في رسم ملامح مستقبل الصحة العامة. كما يُبرز أهمية التعاون الإقليمي المتزايد والاعتراف المتنامي بالخبرات المحلية بوصفها مصدرًا للابتكار والتنفيذ.
وأضاف الدكتور النسور: "هدفنا أن نُبيّن أن هذه الحلول ليست ممكنة فحسب، بل يتم تطبيقها بنجاح. ومن خلال توثيقها، نأمل أن نؤثر على استراتيجيات التمويل المستقبلية، ونُسهم في النقاشات العالمية حول الصحة بما يعزز الشراكات العادلة التي تنطلق من داخل المنطقة".
وقد صدر التقرير باللغتين العربية والإنجليزية تحت عنوان:
"امفنت: خمسة عشر عامًا من التأثير في الصحة العامة: مسيرة تُحدث الفرق وتصنع المستقبل"
-انتهى-
الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية (امفنت)
لشــبكة الشــرق أوســطية للصحــة المجتمعيــة (امفنت) هــي منظمــة غيــر ربحيــة تعمــل فــي مجــال الصحــة العامــة وتقــود جهــود الدعــم الهادفــة لتحســين الصحــة فــي منطقــة شــرق المتوســط وخارجهــا. تحظــى امفنــت والتــي تأسســت فــي عــام ،2009 بمسـتوى عالـي مـن التقديـر فـي مجال تطويــر الوبائيــات التطبيقيــة، ودعــم برامـج الصحـة العامـة، وتعزيـز بحـوث الصحــة العامــة، وتعزيــز التواصــل مــن أجــل تحســين ممارســات الصحــة العامــة. وتعمــل امفنــت بشــكل أساســي مــع وزارات الصحــة وهيئــات الصحــة العامــة، كمــا تتعــاون مــع مختلـف أصحـاب المصلحـة فـي نظام الصحــة العامــة مــن وزارات الصحــة، والمنظمــات المجتمعيــة، ومعاهــد البحــوث، والجامعــات، ومؤسســات القطــاع الخــاص، ووكاالت األمــم المتحـدة، والمنظمـات غيـر الحكوميـة، والمنظمــات الدوليــة، وغيرهــا.